English 
Arabic
 

النشيد الذي أنشدته القديسة مريم

فَقَالَتْ مَرْيَمُ:«تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَة  كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ».

(  لوقا 1: 46-55 )

” تُعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلى اتضاع أمتِهِ . فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه.”

( انجيل لوقا 1: 46-50 )

 
فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني   اقتباسات وتطويبات
لقد تميَّزت القديسة العذراء مريم بالوداعة والتواضع، فحين جاءتها البشرى بمولد يسوع المسيح، ابن الله، من خلال حَبلِها المقدس، لم تتفاخر أو تتنفخ، بل بكل وداعة وتواضع قالت للملاك “هوذا أنا أَمَةُ الرب ليكن لي كقولك” (لوقا 1: 38)؛ وحين قامت وذهبت لزيارة أليصابات وسمعت هتاف أليصابات مباركة إياها، قائلة “مباركة أنت في النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك فمن لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ .. فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي إتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس” (لوقا 1 : 41 – 49).
تأتي الوداعة حين يُدرِك الإنسان قيمته الحقيقية أمام الله، وحين يدرك أنه خاطئ لا يستحق إلا الموت كنتيجة طبيعية لخطيئته، وحينما يرى هذا الإنسان ما يجزله له الله من عطاء وسخاء وغفران، فإن الموقف الطبيعي هو الشكر والتسبيح لله على أعماله ونعمته، ورحمته، وعطاياه.
إن ما حدث مع العذراء مريم حين بشَّرها الملاك بولادة المسيا، منها لم يجعلها تتباهى فخراً، أو أن تنسب لنفسها استحقاقاً لاختيار الله لها، بل بكل وداعة قالت “هوذا أنا أَمَةُ الرب ليكن لي كقولك”، وحين هتفت أليصابات منشدة أنشودتها في العذراء قائلة “مباركة أنت في النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك” كان تجاوب العذراء معها هو “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلي إتضاع أمته”.
لقد كانت العذراء مريم تُدرك أن إختيار الله لها إنما هو نعمة أسبغتها عليها رحمة القدير، وخصَّتها بها، وفي لحظات فرحها وإنشادها لم تنس إحسانات الله لها، فترنمت لله الذي خلّصها، واختارها لتكون أما ليسوع، القدير الذي صنع بها عظائم “فقالت مريم تُعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي إتضاع أمته، فهوذا منذ الآن جميع الأجيـال تطوبني لأن القدير صنع بي عظـائم، واسمه قـدوس، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقـونه” (لوقا 1: 49).
إن الوداعة هي الطريق لإعلان الإنسان عن سر ابتهاجه وفرحه الحقيقي أمام الله، فتأتي أناشيد الشكر، والترنم بالتسبيح في حضرة الله كأجلى بيان عن عظمة نعمة الله، كما أنها الطريق لربح محبة الأخرين وإقامة علاقة سليمة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وهي أسلوب حياة يدعونا السيد المسيح لنتعلَّمه منه، أسمعه يقول “.. تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” (متى 11 :29).
عرفت العذراء مريم الوداعة والتواضع فعرفت كيف تحيا في علاقة حية مع الله، وأن تعلن للآخرين حياة المحبة التي تمجد الله.

 http://www.alkarmatv.com/highlights/1113-behold-i-am-the-handmaid-of-the-lord

 تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بألله مخلصي
“فقالت القديسه العذراء مريم ‘ تعظم نفسى الرب و تبتهج روحى بالله مخلصى’ لأنه نظر الى إتضاع أمته’ فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى’ لأن القدير صنع بى عظائم و إسمه قدوس’ و رحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه. شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عن الكراسى و رفع التضعين. أشبع الجياع خيرات و صرف الأغنياء فارغين” (لوقا 1:46).
حقاً ما أعذب هذا النشيد الرائع، و ما أعظم الدروس التى نتعلمها منه:
1) القديسه العذراء مريم تترنم بالشكر: “تعظم نفسى الرب”. جميل ان نبدأ ترنيماتنا و صلواتنا بتعظيم الرب’ لأنه بالحق و الحقيقه هو عظيم فى ذاته و ممجد جداً. و أن نبدأ عبادتنا لله بتقديم الشكر لجلاله “اشكروا فى كل شئ” (1تس18:5)’ و جميل أيضاً أن نبدأ كل حديث و كل عمل بالدعاء و الشكر كما قال الكتاب المقدس “لا تهتموا بشئ بل فى كل شئ بالصلاه والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله” (في 6:4 ).
2) القديسه العذراء مريم تترنم لله مخلصها:  ” تبتهج روحى بالله مخلصى”. إنك لا تستطيع أن تدرك مقدارفرح القديسه العذراء مريم ما لم يصبح الله مخلصك أنت من عبودية الخطيه و سلطان إبليس و منقذ حياتك من الجحيم الأبدى. فليتك تفتح قلبك له الآن معترفاً بخطاياك و نادماً عليها و تائباً عنها’ فيغفرها لك بحسب وعده المبارك “من يكتم خطاياه لا ينجح و من يقر بها و يتركها يرحم” (أمثال28:13). و يصبح نصيباً لنفسك’ مالكاً على قلبك’ مسيطراً على مشاعرك’ مغيراً لطبيعتك القديمه’ و عاملاً بك لمجده”.
3) القديسه العذراء مريم تترنم فى إتضاع: ” لأنه نظر الى إتضاع أمته”. لقد أضاف إتضاع القديسه العذراء مريم الى أنشودتها الخالده لحناً أجمل و أعذب.  يا صاحب القلب المنكسر بسبب خطاياك الكثيره’ و يا صاحب الروح المسحق من تكرار سقوطك فى الشر’ تعال الى الرب فى إتضاع و ثقه لأن “القلب المنسحق و المنكسر لا يرزله الله” و تأكد انه يتمم معك وعده القائل:”الى هذا أنظر’ الى المسكين و المنسحق الروح و المرتعد من كلامى” (إش 2:66).
4) القديسه العذراء مريم تترنم بإيمان: “هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى”. لم يكن فى ذلك الوقت قد ولد المخلص او ظهرت اى علامه ملموسه تدل على انه سيولد منها المخلص. لكنها آمنت أن ‘كل شئ مستطاع عند الله’ و هكذا طفر قلبها بالفرح و لسانها بالترنم. و حين نتأمل فيما صدقته’ و كيف قبلت البشاره بالإيمان’ لا يسعنا إلا أن نضعها فى المقام الأول بين أبطال الإيمان’ و نلقبها بأم المؤمنين“. حقا إستحقت القول “طوبى لمن آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب”. و لذلك كما أن سيدتنا ارضت الرب بإيمانها كذلك نحن “فبدون ايمان لا يمكن ارضائه لأنه يجب أن الذى يأتى الى الله يؤمن انه موجود و انه يجازى الذين يطلبونه” (عب11:6).
5) القديسه العذراء مريم تترنم بعظائم الله:  “لأن القديرصنع بى عظائم و إسمه قدوس” و رحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه”. جدير بنا أن نردد إحسانات الرب لنا فنقول “إن من إحسانات الرب إننا لم نفن لأن مراحمه لا تزول فهى جديده لنا فى كل صباح’ كثيره أمانتك” وأن نذكر العظائم التى صنعها معنا’ كيف حفظ حياتنا من الشرور و أنقذنا من الأخطار و المخاوف’ و نجانا من الموت’ و شفانا من المرض. يحق لنا أن نشارك مرنم إسرائيل الحلو ونقول: “باركى يا نفسى الرب وكل ما فى باطنى ليبارك اسمه القدوس. باركى يا نفسى الرب و لا تنسى كل حسناته. الذى يغفر جميع ذنوبك الذى يشفى كل امراضك الذى يفدى من الحفره حياتك الذى يكللك بالرحمه والرأفه. الذى يشبع بالخير عمرك فيتجدد كالنسر شبابك” (مز 103).
6) القديسه العذراء مريم تترنم بقداسة الله و عدله:  “إسمه قدوس …شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عن الكراسى … و صرف الأغنياء فارغين” ما أكثر الذين لا يستطيعون الترنم بقداسة الله لأنها تُظهر نجاستهم’ أو بعدل الله لأنه يٌدينهم. أما السيده العذراء فقد جعلت من قداسة الله و عدله موضوعاً للترنم. و هكذا الحال معنا ‘فمتى تصالحنا مع الله و إختبرنا حبه لنا’ نستطيع أن نفرح بقداسته التى كانت قبلاً مصدر خوفنا. “بسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عيناى” (اي42:5)
7) القديسه العذراء مريم تترنم بمراحم الله: “رحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونه .. رفع المتضعين. أشبع الجياع خيرات”. كم هو مفرح و مبهج ان يمتزج العدل بالرحمه. إن كان عدل الله يديننا و يبكت ضمائرنا’ فإن رحمته الكثيره تصفح عنا و تغفر لنا على أساس العمل الكفارى الكامل للرب يسوع على الصليب من أجل كل البشريه عامة ومن اجلى أنا خاصةً الذى أكد هذا الحق الكتابى بأن قال “قد أكمل”. دعونا نتغن بمراحم الله القدوس لتكون حياتنا كلها انشودة عذبه للإله القدير الذى أحبنا. “لما كان الموت فى طريق خلاصنا إشتهى أن يجوز فيه حباً بنا .. و صعد الى الصليب عريانا ليكسونا بثوب بره و فتح جنبه بالحربه لكى ندخل اليه و نسكن فى عرش نعمته و لكى يسيل الدم من جسده لنغتسل من آثامنا واخيرا مات و دفن فى القبر ليقيمنا من موت الخطيه و يحيينا حياة أبديه” (من صلاة القسمه). “هللويا. إحمدوا الرب لأنه صالحٌ لأن الى الأبد رحمته” (مز106).
   

اقتباسات وتطويبات

       
http://www.alkarmatv.com/highlights/802-my-soul-glorified-the-lord