English 
Arabic

قوة الصلاة المُحرِرة

 
  21 / 6 / 2018 ( صفوت زكي سمعان )                                                                                                              أحداث حقيقية في مصر سنة 1981  

” مضطهدين لكن غير متروكين. مطروحين لكن غير هالكين .”

( 2كو4: 9 )

 في كل المظاهر والمشاهد والأحداث غالباً لا نرى إلا الإنسان هو الفاعل الوحيد، لكن وراء كل ما يحدث خطة تتم برسم دقيق ومحكم وهي تسمى في الكتاب المقدس بالخطة الإلهية أو الخطة السماوية وإن كان المنفذون من البشر لأنهم جميعاً أدوات تحركهم قوة أو سلطة أقوى منهم وهذه السلطة هي واحدة من إثنين، إما قوة الله أو قوة شيطانية وتكون بسماح من الله وتحت سلطان الله أيضاً.

 وكان المشهد واضحاً في تلك الحرب الروحية عداوة الشيطان لرجال الله والكنيسة بخطة مدبرة ضدهم تم تنفيذها بيد فئة من البشر ( رئيس وحكومة ) وبسماح من الله وحسب قصده أيضاً لكي يتمجد بقوة وينهي معاناة شعبه بحسب مشيئته التي قصدها. ويقول الكتاب المقدس هذه الكلمات” كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه.هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب” (أِش54: 17).

مشهد متناقض وطرق معكوسة، رئيس يطلق الإرهابيين أحراراً ويضع الأتقياء والأبرياء من رجال الله في السجون دون ذنب أو جريرة، وكان أمر الاعتقال محيراً للجميع والكل يقول، ماذا قد فعلنا؟ وبعد صدور قرار الاعتقال تم التنفيذ في 3 سبتمبر 1981 وقبض على 107 من رجال الدين والعلمانيين المسيحيين.  شن (محمد انور السادات) رئيس مصر في ذلك الوقت، هجوما عنيفا علي البابا تحت قبة البرلمان واصدر قراره الشهير يوم 5 سبتمبر 1981 بإلغاء تعيين البابا شنودة كبطريرك للكرازة المرقسية ، وبتحديد إقامة البابا شنودة بدير وادى النطرون وايضا التحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة له مسلمين ومسيحيين. سميت هذه الأحداث بأحداث ” أيلول الأسود ” وفي 5 سبتمبر أيضاً قال رئيس الدولة ( محمد أنور السادات ) في خطابه أمام مجلس الشعب ” انني لن أرحم بعد الآن ” وقد علق رئيس تحرير جريدة الأخبار وكان وقتها (موسى صبري) على هذه العبارة قائلاً: ” لقد وقع السادات شهادة وفاته بيده “1.


قال الشاعر

     
ما بالُـنا نتعامـــــى عــن مَصارِعنا؟
 
نـنســـــــى بغفلِتنا مـــن ليس يَنْسـانـا
مـــعنا بـــالحب قلبـــــــاً وقالبــــــــا وليس فيهــم مـــــن يضمـر عـصيانا
يتضرعـون لسلامـــك وأوطـــــانك في ضيقهم يرفعون التضرع خصاما
أين الملوك وأبنــاء الـملوك ومـــــن كانت تخـــــرّ لـه الأذقـان إذعـــــانـا
صـاحت بهـم حادثات الدهـر فانقلبوا مستبدلين مـــــن الأوطان أوطــــــانا
خلـــوا عروشـاً كان العـز مفرشـــها واستفرشـوا حفــــــراً غُبـراً وقيعانــا
يا راكضاً في ميادين السلطـة مرحـاً ورافـــلاً فـــي ثياب الغـــيّ نشـوانــا
مضى الزمان وولـى العمر فـي لعبٍ يكفيـك ما قـد مضى قد كان ما كانـــا
   
 

هؤلاء كانوا يُصَلّونَ من أجل السلام والأمن العام في بيعاتهم وكنائسهم لبلادنا المصرية وفجأة وجدوا أنفسهم دون ذنب أو تهمة خلف أبواب الزنازين الحديدية، والله يرى ذلك والكل مكشوف أمام عينيه ولا شيء يختفي من أمامه، فوجه سَمَعهُ إلى صلوات المتألمين والمتضايقين والمأسورين ظلماً، وماذا كانت صلاتهم؟ يارب خلصنا يارب ارحمنا. وتمسكوا بذلك الوعد الإلهي ” اطلبني في وقت الضيق أنقذك فتمجدني “(مزمور 91 ) وأيضاً كُتِب في كتاب الله المقدس هذا الوعد: ” لم يدع إنسانا يظلمهم.بل وبخ ملوكا من أجلهم. قائلاً لا تمسوا مسحائي ولا تسيئوا إلى انبيائي (مز 104: 14-15). قوة الصلاة المحررة تقتدر كثراً في فعلها.

وتحديداً بعد 33 يوم بالضيط تم اغتيال ذلك الرئيس وبعدها بفترة ليست طويلة يوم 16 اكتوبر 1981 تم تحرير واطلاق رجال الدين وخدام الرب المأسورين أحراراً وبعد حوالي 40 شهراً تم خروج البابا شنودة من اقامته في دير الأنبا بيشوي بعد أن تولى الرئيس محمد حسني مبارك الحكم في 1981 بعد اغتيال الرئيس محمد السادات. وهذه هي قوة الصلاة الفعالة وكانت الكنيسة تصلي من أجلهم بلجاجة لكي يخلصهم الله وقد استجاب الله صلاة الكنيسة وصلاة المقيدين معاً، وهذا الأمر الذي سمح به الله ( إلَهُنا ) كان لمجد اسمه ومجد كنيسته أمام عيون العالم بأكمله. 

لحظة صدور حكم السماء

وعد الله بالحماية لنا في الكتاب المقدس

” انت مهوب انت.فمن يقف قدامك حال غضبك. من السماء اسمعت حكما. الارض فزعت وسكتت عند قيام الله  للقضاء لتخليص كل ودعاء الارض.”

  ( مزمور 76: 9,8,7)

معنى الآية (أن الله يهوه القدير هو مهوب ، من يقف أمامه في وقت غضبه)

” هلم انظروا اعمال الله. فعله المرهب نحو بني آدم‏. حول البحر الى يبس وفي النهر عـبروا بالرجل. هناك فرحنا به.
 متسلط بقوته الى الدهر.عيناه تراقبان الامم. المتمردون لا يرفعنّ انفسهم.”

(مزمور 66: 7,6,5)

نحن نعبد إلهً عظيماً قديرا وهذا وعده ” وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر”

 ” كتب الرئيس روزفلت سنة 1905 في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) إلى اليهود ما يلي ” انني أشعر بأن كل اضطهاد يقع على شعب ما،لا بد ان يعود تأثيره نهائياً على الذين يَضطَهِدون. لأن شريعة الله في المملكة الروحية ثابتة لا تتغير فلا يمكن أن يُوقِعْ أحد الضرر بالغير وينجو هو في النهاية من ذلك الضرر نفسه. “2.


1- عادل حمودة. اغتيال رئيس. دار اقرأ.ط1.ص31. سنة 1985

2- الكتاب يتكلم. مطبعة الشرق الأوسط. Bible readings. ص696. سنة1950


 قوة الصلاة المحررة – قوة الصلاة المحررة – الصلاة التي تحرر