في جيلنا هذا ما أكثر ما سمعناه وما قرأناه عن قديسين من الغرب. أضاءوا ظلمة هذا العالم في حقبة اشتدت فيها ظلمته في القرون الماضية وأوائل القرن الحالي، وكانوا شهودا أمناء الله، استأمنهم على رسالته، وربح بواسطتهم مئات، بل آلاف النفوس لملكوت الفادي • من هؤلاء نذكر على سبيل المثال: مودی، تشارلز فنی، سپرجن، جون بنيان، هوايتفيلد، والقس صموئيل دكتوريان ، والقس جون ويسلي ، أغسطينوس ، جورج مولر، أزوالد سمیث، دافيد برنارد، ف. ب. مایر، توری، للیان تراشر … وغيرهم كثيرون. ومنهم من عمل في الحقل المرسلي، ومنهم من اتجه الى الكلمة المكتوبة، ومنهم من تثقل بتربية الأيتام ورعايتهم بالإيمان وفي الايمان … الى غير ذلك من الخدمات والأعمال المتنوعة في الحقول المبيضة للحصاد ۰۰۰ «أنواع أعمال موجودة، ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل» (1کو 12: 6).

    لكن … هل اقتصرت الخدمة على الغرب ؟!.  أو هل توقف الشرق عن أن ينجب قديسين يحملون المشعل ويرفعون لواء الإنجيل ؟!. کلا بكل تأكيد.

    لقد كان الشرق – ولا يزال – أصل وأساس كل بركة روحية شملت هذا العالم المترامي الأطراف واننا نثق أن بلادنا قد حفلت على الدوام بقديسيين لو وجدوا من يؤرخ لهم ، ويسجل أعمال ومعجزات النعمة التي تمت في حياتهم ، لقدموا لجيلنا ، وللأجيال التالية ، سجلات خالدة مباركة لاقتدار قوة الله التي تكمل في ضعف الانسان المكرس تکریساً کاملاً
للخدمة.

مقدمة من كتاب لخادم الرب الأخ/ فؤاد زكي