English 
Arabic

قوة الصلاة على تغيير مجرى الأحداث

3/7/2018

  2 صلاة يهوشافاط      صلاة ايليا  4  
 

الصلوات الفعالة

 
 

تركيا سنة 1839

أصدر سلطان تركيا فرماناً سنة 1839 بإبعاد كل المبشرين المسيحيين من المملكة ، وعندما اطلع الدكتور وليم كودل ، المبشر المرسل إلى تركيا على الفرمان ، هرول إلى صديقه ورفيقه في العمل  الدكتور هاملن ( وهو أول رئيس لكلية روبرت في القسطنطينية ) وعلى شفتيه هذا الخبر المحزن قال: ” لقد قضي على عملنا في البلاد وها القنصل الأميريكي والسفير الانجليزي مقتنعان أن لا جدوى من المقاومة فعلينا بالسفر” أجاب الدكتور هاملن ” أن سلطان العالمين يقدر أن ينقض الفرمان بالصلوات الحارة ” فجثا وصليا وكان أنه في اليوم التالي قضى السلطان نحبه ولم تنقذ بعد ذلك نصوص الفرمان . إقرأ:( دانيال 4: 25,24,17)1.للاة تغير سيرالاحداث – الصلاة تغير مجرى الا

1-(الكتاب يتكلم). مطبعة الشرق الأوسط. 1950 صفحة 712.
 

مصر سنة 1981

 

“هل تُسلَبُ من الجبارِ غنيمة؟ وهل يُفلِتُ سبي المنصور؟ فإنه هكذا قال الرب: ” حتى سبي الجبار يُسلَبُ وغنيمة العاتي تُفلِتُ.

وانا أُخاصم مخاصمك وأُخلصُ اولادك”

(اشعياء 49: 24, 25)

 
 

     تصاعد حدة الأحداث في عام 1981 وما قبلها من سنين ضد المسيحيين، دفع البابا شنودة إلى إلقاء خطاب غاضب يوم 26 مارس 1981 عارض فيه أن تكون الشريعة الإسلامية أساسا لقوانين تطبق على غير المسلمين.

    كانت مصر تشهد وقتئذ تصاعدا فى الفتنة الطائفية، بفضل تصاعد وانتشار جماعة الإرهاب ممثلة فى «الإخوان» و«الجماعة الإسلامية»، و«تنظيم الجهاد»، وكانت جميعها ترفع شعار «تطبيق الشريعة الإسلامية»، وكان الرئيس السادات بعدم حكمته ساعد وعمل على ظهور وانتشار هذه الجماعات وتصاعد وتيرة الأحداث ضد المسيحيين وكثرة الهجوم على الكنائس.

     أبدى قداسة البابا شنودة مخاوفه من أن «الدين يوشك أن يحل محل الوطنية»، طبقا لما جاء في كتاب لمحمد حسنين هيكل «خريف الغضب»، مضيفا، أن البابا أعلن أن صلوات عيد القيامة لهذه السنة لن تقام كنوع من الاحتجاج على إهمال ما تقدم به الأقباط من طلبات، وعوضا عن حضور قداسات الجمعة الحزينة، قرر البابا أنه سيذهب ومعه الأساقفة إلى أحد الأديرة فى الصحراء يصلون من أجل الخلاص مما يعانونه من ضغط واضطهاد، وأصدر قداسة البابا أمره إلى كل رجال الكنيسة بألا يتقبلوا التهانى بعيد القيامة من أى مسؤول رسمى تبعث به الدولة لتهنئة الأقباط بهذا العيد، كما جرى التقليد من قبل.

وفي سبتمبر عام 1981 شن الرئيس السادات فى هذا الخطاب هجوما كاسحا ضد البابا شنودة، بابا الكنيسة الأرثوذكسية، تحت قبة البرلمان واصدر قراره الشهير بتحديد إقامة البابا شنودة بدير وادى النطرون وامتدت تداعيات هذا الخطاب إلى كثير من المسيحيين خدام وقساوسة وكهنة ووضعهم في السجون وتم التحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة له.

الكنيسة تصلي للرب لنشر السلام ورفع الظلم

قابل البابا قرار السادات بكل هدوء وراحة ضمير ، وظل بدير وادى النطرون.

ولم يعلم رئيس البلاد أنه قد أمر بوضع قداسة البابا في مركز إدارة المعارك الروحية وتحريك القوات السماوية التي يجهلها الأشرار بل لم يفكروا يوما في من هو القائد السماوي الذي يقدم إليه قداسة البابا دعواه من أرض الدير لإدارة المعركة الروحية التي بدأت بالفعل في ذهن وقلب رئيس البلاد محمد انور السادات وظهرت لاحقا على لسانه وشفتيه بتهديدات وتوعدات وإهانات في خطاباته وابرزها خطابه الذي ألقاه تحت قبة البرلمان في سبتمبر عام 1981، وكانت الأمور والتصرفات واضحة جدا من الرئيس السادات ضد المسيحيين وبتحريض من الإخوان الذين أخرجهم من السجون وانساق في تيارهم المتعصب ضد الأقباط ، وهم أنفسهم قد انقلبوا عليه.

 

 اغتيال السادات في 6 أكتوبر 1981 في ما يعرف بحادث المنصة

وبعد (16 يوم ) من قرار السادات بتحديد اقامة البابا ..وتحديدا في 6 أكتوبر 1981 تم اغتيال السادات في حادث المنصة أو عملية الجهاد الكبرى .

وفي 14 أكتوبر 1981 تقلد حسني مبارك مقاليد الرئاسة حيث قام في 1985 بالإفراج عن جميع المعتقلين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأسهم “ البابا شنودة ”..

لم يكن يدرك ويعلم السادات أنه يعادي الله في صورة رجال الله وأن إلهنا قائد جند السماء الذي التجأنا إليه في دعوانا ورفع الخصومة إليه هو ملك المجد ” من هو ملك المجد؟ الرب القدير الجبار، الرب الجبار في القتال.” (مزمزر24: 8).

ولنا وعداً يقول: ( ولكن الرب معي كجبار قدير. من أجل ذلك يعثر مضطهديَّ ولا يقدرون. خزوا جداً لأنهم لم ينجحوا، خزياً أبدياً لا ينسى” (أرميا 20: 11).

المراجع
كتاب (خريف الغضب) للكاتب محمد حسنسن هيكل
كتاب (اغتيال رئيس) للكاتب عادل حمودة
https://www.wataninet.com/2021/03/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%B9%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D8%B4%D9%86%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%AA%D9%87/
 

العلمين سنة (1941 – 1943 )

  يقول الدكتور ديريك برنس: (قمت من عام 1941-1943 ) بالعمل في مستشفيات الجيش البريطاني في شمال أفريقيا .

  في ذلك الوقت كانت أكبر صعوباتنا هي الحصول على الماء… وكنتيجة لذلك تقهقرت القوات البريطانية 700 ميلاً، وكان من طرابلس (ليبيا) إلى العلمين (في مصر)، حيث عسكروا. قبل هذا الانتقال كنت في إحدى غرف معسكر الجيش البريطاني عندما تلقيت إعلاناً قوياً من المسيح عرفت فيه قدرة الله.

ففي الصحراء لا توجد كنيسة تجد فيها الشركة أو النصيحة، وكنت مضطراً أن أعتمد على مصدرين يوفرهما الله لكل مؤمن: الكتاب المقدس؛ والروح القدس. وكنت فيما سبق أن رأيت أهمية الصوم كجزء من الانضباط الإيماني، فأثناء وجودي في الصحراء خصصت يوم الأربعاء من كل أسبوع للصوم والصلاة.

وثقل الله على قلبي أن أصلي من أجل القوات البريطانية في الصحراء … وكنت لا أدري كيف يبارك الله قيادة جيش لا تستحق البركة، ففتشت في قلبي عن كلمات صلاة أرفعها لله بإيمان صادق تغطي احتياجات الموقف. فأرشدني الروح القدس لأرفع هذه الصلاة:

” يارب، أعطنا قادة يمجدونك وأعطنا بهم النصر”. وظللت أرفع هذه الصلاة يومياً، فقررت الحكومة البريطانية أن تستبدل قائد قوات الصحراء بقائد آخر كان اسمه الجنرال ” سترافر جوت “، فطار إلى القاهرة ليتولى المنصب ولكنه قُتِل في الطريق إذ أصيبت طائرته وسقطت.

   بقيت قوات الصحراء بدون قائد في هذا الموقف الصعب. وقام ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني بتعيين قائد غير معروف هو الجنرال ” مونتجومري “، فأسرع بالسفر من بريطانيا إلى مسرح العمليات. كان ” مونتجومري ” ابن أسقف بريطاني إنجيلي، وكان يتمتع بالصفتين اللتين يطلبهما الله في القائد الناجح، فقد كان عادلاً يخاف الله، كما كان منضبطاً جداً. ولم يمضِ شهران حتى حقق إنضباط الضباط، فعادت ثقة الجنود بقادتهم.

تمت معركة العلمين وكانت أول معركة حاسمة انتصر فيها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وانحسرت خطورة احتلال النازي لمصر وقناة السويس وفلسطين، وبدأ النصر لقوات الحلفاء وصارت معركة العلمين نقطة التحول في الحرب في شمال أفريقيا.

بعد المعركة بيومين أو ثلاثة وجدت نفسي في الصحراء على بعد أميال قليلة من القوات المتقدمة، وإلى جواري جهاز راديو يذيع أخبار ما كان يجري في حجرة قيادة الجنرال ” برنارد مونتجومري ” أمسية المعركة قال إن الجنرال دعا كبار القادة للصلاة بقوله: ” دعونا نطلب من الرب الجبار في القتال أن يعطينا النصر “. وأثناء استماعي لهذا التقرير كلم الله قلبي وقال: ” هذااستجابة لصلاتك “.

   جاء هذا الاختيار لتمجيد الله (اختيار الجنرال مونتجومري بدلاً من الجنرال جوت) وليستجيب الصلاة التي وضعها الروح القدس على قلبي، وبهذا حفظ الله سكان فلسطين من اضطهاد النازي وقوات المحور.1 نقرأ في سفر دانيال، ” أجاب دانيال وقال ليكن اسم الله مباركا من الأزل وإلى الأبد لأن له الحكمة والجبروت. وهو يغيّر الأوقات والأزمنة يعزل ملوكا وينصب ملوكا.يعطي الحكماء حكمة ويعلم العارفين فهما.” (دانيال 2: 20-21).
1- ديريك برنس. تشكيل التاريخ بالصوم والصلاة. ترجمة د.ق. منيس عبد النور. (ب.ن). (ب.ت). ص56
 

رئيس يطلب الرب

 في التاسع من يوليو 1943. ظل الحلفاء يستعدون لغزو جزيرة صقلية، شهراً كاملاً. ان تلك الجزيرة هي عتبة الدخول إلى أوروبا. وكان القائد العام لجيوش الحلفاء الفيلد ماريشال أيزنهاور، قد أصدر أوامره إلى الجيش الأميركي السابع بقيادة ” باتون ” والجيش البريطاني الثاني بقيادة ” مونتجومري ” لاحتلال الشاطئين الجنوبي والغربي لتلك الجزيرة، وسار كل شيء حسناً بالنسبة للحلفاء، فالسفن الحاملة للجنود أبحرت إلى مواقعها، وتمركز جنود المحور في الغرب، والحالة الجوية ظلت حسنة، حتى جاء يوم الهجوم. فقد تبدل الجو فجأة! هبت العواصف الرعدية وهاجت الريح، وكان مستحيلاً أن تؤدي الطائرات مهامها في سلام. وقد اعترف بعد ذلك باثنين وعشرين عاماً قائلاً: ” بكل تأكيد لم أكن معتمداً على أي مهارة من جانبي في تلك اللحظة “. هذا التغير المفاجئ في الحالة الجوية لم يكن في الحسبان، وعليه الآن إما أن يلغي الخطة كلها أو يتحمل مسئوليتها على ضميره كل أيام حياته.

وأقلعت الطائرات حاملات الجنود من تونس.وجاءت رسالة من الجنرال (جورج مارشال في واشنطن): ” هل سينفذ الغزو أم يلغى!  ولكن كيف يتم ذلك الغزو أثناء الظلام، وفي ذلك الجو العاصف، وقد ازدادت الحالة خطورة إذ وصلت سرعة الريح إلى الدرجة الخامسة؟ “.

ترك أيزنهاور مقر القيادة في قصر ” فردالا ” في جزيرة مالطة وسار أثناء غروب الشمس بصحبة اثنين من مساعديه. وقد وصلوا إلى مكان، أشار اليهما بالانتظار، وصعد هو منفرداً يصلي! وهناك سكب قلبه في صلاة حارة، شديدة، مخلصة.وكانت النتيجة رائعة تفوق الخيال! لقد تحطم الجيش النازي! ونجح ذلك الغزو بمعجزة خارقة!

     في يناير سنة 1953 في أول خطاب رسمي له في حفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، سمعوه الملايين على الشاشات يصلي قائلاً: ” إلهنا القادر على كل شيء، هبنا حكمة التمييز بين الخير والشر. ولتتكيف أقوالنا وأعمالنا تبعاً لتلك الحكمة، وطبقاً لقوانين هذه البلاد، اننا نصلي لأجل الجميع ليتعاونوا معاً لخير بلدنا العزيز ومجد إسمك العظيم. آمين! “.

ولقد سئل أيزنهاور لماذا حطم التقاليد، بتقديم تلك الصلاة فقال انه أراد بذلك أن يُذكِر الشعب الأمريكي بأن رئيس الولايات المتحدة ينبغي ألا يتعالى عن تقديم خضوعه القلبي لله في مثل تلك المناسبة!1.


1- دكتور/ زكريا عوض الله. شهادات حية وشهود أحياء. خلاص النفوس للنشر. ص 97-100. سنة 1986

  2  صلاة يهوشافاط     صلاة إيليا 4