English 
Arabic
 

قوة ايمان دانيال

الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود

(عب 33:11)

 

 

 

انتصار الايمان

 

4/11/2018


     
 

 المؤامرة ضد دانيال                                                                  إلهي أرسل ملاكه

 
 

 

قوة الإيمان الواثق

لقد كانت العادة التي سار عليها دانيال أن يصلي ثلاث مرات في اليوم، وليت أولاد وبنات الله يتعلمون هذا الدرس ويقدرون قيمة الصلاة والشركة مع الله مهما كانت مشاغلهم أ وعظمة مراكزهم. فدانيال كان من أعظم رجال السياسة والحكم لكنه كان في نفس الوقت من أعظم رجال الصلاة. (حزقيال 14: 14)

خصص دانيال مكاناً يلجأ إليه ساعة الصلاة، كان هذا المكان هو عليته المفتوحة الكوى نحو أورشليم. وقد طالبنا الرب بتخصيص مكان للصلاة في بيوتنا بكلماته “وأما أنت فمتى صليت فادخل مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية” (متى 6: 6). وكان المكان الذي اختاره اسحق للتأمل هو الحقل “خرج اسحق ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء” (تكوين 24: 63). ويسوع كان يذهب إلى موضع خلاء أو إلى البراري أو إلى الجبل ليصلي إلى الآب.

“وفي الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك” (مرقس 1: 35).

“أما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي” (لوقا 5: 16).

“وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله” (لوقا 6: 12)

وجوناثان إدواردز، وتشارلس فني، وعمالقة الخدمة كان لكل منهم مكاناً مخصصاً للصلاة والشركة والاعتزال مع الله.

فهل لديك مكاناً مخصصاً للصلاة؟

“ذهب إلى بيته.. فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم” (دانيال 6: 10)

ومع أنني لا أحدد وضعاً معيناً للصلاة إلا أنني أعتقد أن الجثو هو الوضع المناسب للصلاة.

فيسوع وهو مثالنا الأعظم في كل شيء كان يجثو للصلاة “وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى” (لوقا 22: 41) واستفانوس أول شهداء المسيحية جثا على ركبتيه للصلاة “فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية” (أعمال 7: 59 و 60). وبطرس حين صلى في العلية التي رقد فيها جسد طابيثا، صلى جاثياً على ركبتيه “فأخرج بطرس الجميع خارجاً وجثا على ركبتيه وصلى” (أعمال 20: 36). وبعد أن ختم زيارته لصور شيعه التلاميذ هناك وجثوا جميعاً للصلاة “فجثونا على ركبنا على الشاطئ وصلينا” (أعمال 21: 5).

ما أجمل منظر النبي الشيخ دانيال وهو جاث يصلي إلى إلهه. اذكر دائماً أن أقصر مسافة بين أي مشكلة وحلها هي المسافة بين ركبتيك وأرض مخدعك.

في العلية صلى دانيال وحمد قدام إلهه.

والصلاة هي الدعاء إلى الله[simple_tooltip content=’ولشيث ايضا ولد ابن فدعا اسمه أنوش.حينئذ ابتدئ ان يدعى باسم الرب‘] (تك 4: 26)[/simple_tooltip]. وهي التوسل لله. [simple_tooltip content=’ فدعا شمشون الرب وقال يا سيدي الرب اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط فانتقم نقمة واحدة عن عينيّ من الفلسطينيين.’](قضاة 16: 28)[/simple_tooltip] وهي سكب النفس أمام الله [simple_tooltip content=’فاجابت حنّة وقالت لا يا سيدي.اني امرأة حزينة الروح ولم اشرب خمرا ولا مسكرا بل اسكب نفسي امام الرب.‘]( 1 صموئيل 1: 15)[/simple_tooltip] وهي الطلب من الله (تكوين 25: 21). وهي طلب وجه الله [simple_tooltip content=’ فاذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلّوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فانني اسمع من السماء واغفر خطيتهم وابرئ ارضهم.’](2 أخبار 7: 14)[/simple_tooltip] وهي البخور العطر الذي نرفعه لله (.[simple_tooltip content=’  لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية.(مز 141: 2)—  ولما اخذ السفر خرّت الاربعة الحيوانات والاربعة والعشرون شيخا امام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخورا هي صلوات القديسين.(رؤيا 5: 8‘](مزمور 141: 2 ورؤيا 5: 8)[/simple_tooltip]

وقد حوت صلاة دانيال هذا كله، فهو في هذا الموقف الخطير الدقيق استودع نفسه لله بالصلاة “فإذاً الذين يتألمون بحسب مشيئة الله فليستودعوا أنفسهم كما لخالق أمين في عمل الخير” (1 بطرس 4: 19)

ومع الصلاة شكر دانيال الله “حمد قدام إلهه”.. [simple_tooltip content=’فلما علم دانيال بامضاء الكتابة ذهب الى بيته وكواه مفتوحة في عليته نحو اورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلّى وحمد قدام الهه كما كان يفعل قبل   ذلك.‘] (دانيال 6: 10) [/simple_tooltip]

وكم من مرات تخلو صلواتنا من موسيقى الشكر.. 

ويخطر ببالنا السؤال: كيف يمكن لإنسان أن يشكر الله وهو يواجه الموت؟

والجواب: أن هناك دائماً ناحية منيرة في تجاربنا يحاول الشيطان جاهداً أن يخفيها عنا، ليحول شكرنا إلى تذمر.

لما هاجم الشيطان أيوب بعنف شديد، وأفقده ممتلكاته وأولاده.. كانت هناك ناحية منيرة في حياته هو أنه بقي صحيحاً وقوياً في جسده. وقد كان الشيطان يعرف هذه الناحية المنيرة  [simple_tooltip content=’ فاجاب الشيطان الرب وقال.جلد بجلد وكل ما للانسان يعطيه لاجل نفسه.
. ولكن ابسط الآن يدك ومس عظمه ولحمه فانه في وجهك يجدّف عليك.‘](أيوب 2: 4 و 5)[/simple_tooltip] وفي كل تجربة تصيبنا ناحية مضيئة يمكننا أن نشكر الله لأجلها. 
ويقيناً أن دانيال كان يرى هذه الناحية المضيئة، كان يرى وجود الله في حياته، وإحساسه برفقته والشركة معه يدفعه إلى الشكر الدائم في كل الظروف.

المؤامرة ضد دانيال

فالرجال الذين تآمروا ضد دانيال وجدوا الفرصة السانحة للقضائ عليه “فتقدموا وتكلموا قدام الملك في نهي الملك. ألم تمضي أيها الملك نهياً بأن كل إنسان يطلب من إله أو إنسان حتى ثلاثين يوماً إلا منك أيها الملك يطرح في جب الأسود. فأجاب الملك وقال صحيح كشريعة مادي وفارس التي لا تنسخ. حينئذ أجابوا وقالوا قدام الملك إن دانيال الذي من بني سبي يهوذا لم يجعل لك أيها الملك اعتباراً ولا للنهي الذي أمضيته بل ثلاث مرات في اليوم يطلب طلبته. فلما سمع الملك هذا الكلام اغتاظ على نفسه جداً وجعل قلبه على دانيال لينجيه واجتهد إلى غروب الشمس لينقذه فاجتمع أولئك الرجال إلى الملك وقالوا للملك أيها الملك أن شريعة مادي وفارس هي أن كل نهي أو أمر يضعه الملك لا يتغير. حينئذ أمر الملك فأحضروا دانيال وطرحوه في جب الأسود. أجاب الملك وقال لدانيال إن إلهك الذي تعبده دائماً ينجيك. وأتى بحجر ووضع على فم الجب وختمه الملك بخاتمه وخاتم عظمائه لئلا يتغير القصد في دانيال” (دانيال 6: 2)

“ثم قام الملك باكراً عند الفجر وذهب مسرعاً إلى جب الأسود. فلما اقترب إلى الجب نادى دانيال بصوت أسيف. أجاب الملك وقال لدانيال يا دانيال يا عبد الله الحي هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسود. فتكلم دانيال مع الملك يا أيها الملك عش إلى الأبد. إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني لأني وجدت بريئاً قدامه وقدامك أيضاً أيها الملك لم أفعل ذنباً. حينئذ فرح الملك به وأمر بأن يصعد دانيال من الجب فأصعد دانيال من الجب ولم يوجد فيه ضرر لأنه آمن بإلهه” (دانيال 6: 19 – 23)

على عكس الملك نبوخذ نصر كان الملك داريوس. فالملك نبوخذ نصر حين تحداه الرجال الثلاثة شدرخ وميشخ وعبدنغو قال لهم “ومن هو الإله الذي ينقذكم من يدي” (دانيال 3: 15) فهو رغم الحلم الذي رآه، ورغم تعبير دانيال لحلمه، ورغم اعترافه بأن إله دانيال وشدرخ وميشخ وعبدنغو هو إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار (دانيال 2: 47) إلا أنه لم يؤمن بقدرة الله على كل شيء.. أما الملك داريوس فقال لدانيال “إن إلهك الذي تعبده دائماً هو ينجيك” (دانيال 6: 16)

وكلمات الملك داريوس لدانيال ترينا أن دانيال اشتهر بعبادته الدائمة لله. بثبات حياته الروحية وعلاقته بإلهه ووصلت شهرته في هذه الدائرة إلى الملك نفسه.

وقد ملأ قلب الملك الشك من جهة أمرين :

1- عامل الإيمان في أن دانيال يقدر على أن ينجيه.

2- عامل الخوف على دانيال من أن تفترسه الأسود.

لقد قضى الملك ليلة سوداء وهو يلوم نفسه على غفلته، وعلى أنه كان السبب في طرح دانيال في جب الأسود، بينما قضى دانيال ليلة مضيئة مع الملاك الذي جاء لسد أفواه الأسود.

والملائكة هم خدام الله، والكتاب المقدس من تكوينه إلى رؤياه ملآن بحركة الملائكة ومتابعة حركة الملائكة تملأ قلب المؤمن بالاطمئنان.

“لأنك قلت أنت يا رب ملجأي. جعلت العلى مسكنك. لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك. لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك” (مزمور 91: 9 – 12)

“ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم” (مزمور 34: 7)

“باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه” (مزمور 103: 20)

“الملائكة.. جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص” (عبرانيين 1: 13 و 14)

“الصانع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار” (مزمور 104: 4)

مع ملاك أرسله الله من السماء لسد أفواه الأسود قضى دانيال ليلته..

هل نام عاجلاً من أحد الأسود وسادة ومن الآخر غطاء في الجب البارد؟

أو قضى ليلته يتحدث إلى الزائر السماوي الذي أضاء الجب المظلم بنوره الملائكي؟

الذي ندريه أن الملاك سد أفواه الأسود.

ويسجل كاتب الرسالة إلى العبرانيين هذا الحادث، مؤكداً أن الإيمان كان هو السر في نجاة دانيال فيقول “وماذا أقول أيضاً لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن.. الأنبياء الذي بالإيمان سدوا أفواه الأسود” (عبرانيين 11: 32 و 33)

جاء الملك داريوس باكراً عند الفجر إلى جب الأسود، ولما اقترب من الجب قال “يا دانيال عبد الله الحي هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر أن ينجيك من الأسود” (دانيال 6: 20)

لقد كان تبديد اليهود عقاباً لهم بسبب كثرة خطاياهم، لكن الأمناء منهم كانوا شهوداً لله، أعلنوا اسمه للأمم البعيدة، وهكذا عرف الملك المادي داريوس الله الحي، وعرف دانيال عبده الذي يعبده دائماً.

“أنتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيري مخلص” (أشعياء 43: 10 و 11)

لكن الملك داريوس كان آسفاً لأنه لم يختبر شخصياً قدرة إله دانيال في الإنقاذ فسأل دانيال “هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسود؟”

إلهي ارسل ملاكه وسد أفواه الأسُود

وقد رد دانيال على الملك من داخل الجب “يا أيها الملك عش إلى الأبد. إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني” ويجدر بنا هنا ملاحظة أن الملك يقول لدانيال “هل إلهك.. قدر أن ينجيك؟” لقد عرف عن الله ولكنه لم يتخذه إلهاً له، أما دانيال فأجاب “إلهي” وطوبى للإنسان الذي الله إلهه، والذي له ارتباط شخصي، ومعرفة قلبية حقيقية لهذا الإله. قال داود مخاطباً الله “يا الله إلهي أنت” (مزمور 63: 1)

لقد أنقذ الله دانيال من أفواه الأسود لأنه كان بريئاً قدامه، وكان بريئاً قدام الملك فهو لم يرتكب أية خيانة ضد الملك أو ضد الدولة، ولم يوجد في دانيال ضرر “لأنه آمن بإلهه”.. وكما أن النار لم تأت رائحتها على الرجال الثلاثة حين ألقاهم رجال نبوخذ نصر الأشداء في الأتون المتقد، كذلك لم تمس الأسود المفترسة الجائعة جسد دانيال. مبارك اسم الرب إلى الأبد.

أمر الملك وقد غمره الفرح بإصعاد دانيال من الجب وتأكد كل من رآه بعد خروجه من الجب أن الأسود المتوحشة لم تمسه.

منقول عن موقع كلمة الحياة