English 
Arabic

سقوط الأاسوار

ان اسرائيل ربما يكونوا قد ملوا الانتظار وتاقوا للاندفاع الى الحرب. ولكنهم كان يجب ان يتعلموا ان الارض تمتلك بالايمان لا بالحرب. كل ما اراده الله ان يطيعوا وينتظروا ويثقوا به. “فقال الرب ليشوع. انظر قد دفعت بيدك اريحا”. وفي اليوم السابع “اهتفوا لأن الرب قد اعطاكم المدينة”

فقال الرب ليشوع. انظر. قد دفعت بيدك أريحا وملكها جبابرة البأس. ( يشوع 6: 2)

…اهتفوا لأن الرب قد اعطاكم المدينة. (يشوع 6: 16)

 

انتصار الايمان

14/11/2018


  مدينة اريحا

كلمة ” أريحا ” تعني ” مكان الروائح العطرية ” بسبب كثرة أشجار الفواكه مثل البرتقال – الموز والورد (سي 24:18 ) وأشجار الجميز ( لو19:4 ) والبلسم إيضا ، أو ” مدينة القمر ” وذلك ألنها كانت تتعبد قديما إلله القمر وهي مشتقة من الكلمة العبرية “ياروخ” والتي تعني باللغة العربية “القمر” ،ودعيت إيضا ” بمدينة النخل ” وذلك بسبب كثرة النخيل بالمدينة كما شهد بذلك الكتاب المقدس ( تث 34:3 )،( قض1:16) (قض3:13 )،( 2أخ 27:15 ) وتقع أريحا غربي نهر األردن بنحو ثمانية كليومترات في منطقة تنخفض عن سطح البحر بنحو 250مترا ،وتبعد عن البحر الميت بنحو 15 كليومتر وتبعد عن أورشليم بنحو 17ميال ،وتقع مقابل جبل نبو وكانت محاطة بسور ولها بوابة تغلق ليال ،وتقع وسط سهول محاطة بجبال وكانت في العهد القديم من نصيب سبط بنيامين ،وتقع المدينة القديمة حاليا عند تل السلطان وهي علي بعد ميل واحد من غرب المدينة الحديثة . وكان الطريق بين أريحا وأورشليم خطرا جدا بسبب اللصوص ( لو 10:30 ) كما أن هيرودس الكبير قد بني لنفسه قصرا كبيرا علي هيئة قلعة ،وقد ذكر العهد القديم أحداث مرتبطة بها مثل : أنها أول مدينة وقعت في يد بني إسرائيل في طريقهم ألى أرض الموعد ( يش 6 ) وقد لعن يشوع كل من يحاول بناءها ( يش 6:26 ) وتمت النبوة عندما حاول أحيئيل بناء المدينة فعندما وضع أساساتها مات بكره وعند نصب أبوابها مات اآلخر ، وفيها إيضا أقام رسل داود إلي حانون بن ناحاش ملك العمونيين حتي نبتت لحاهم (2صم 10:5،) وفي أريحا إيضا تولي أليشع النبوة من إيليا (2مل 2:19 ) وفيها إيضا قبض نبوخذنصر علي صدقيا الملك قبل أن يمضي ألورشليم ( 2مل 25:5 ) وفي العهد الجديد نجد المسيح يعتمد في نهر األردن الذي يمر في أريحا ( مر 1:9 ) وفيها قضي مدة األربعين المقدسة التي صامها علي الجبل ( مر 1:13 ) وفيها إيضا شفي المخلص برتيماوس األعمي)مر 10:46 )وفيها إيضا التقي مخلصنا بزكا العشار ( مر 19:1 ) ويرد ذكرها في مثل السامري الصالح (لو 10:30).

  سقوط الأسوار

كان الهلاك الشامل الذي حل بسكان اريحا اتماما لاوامر الرب التي اصدرها للشعب عن يد موسى من قبل والخاصة بسكان كنعان حيث يقول “ويكون ان ضربتهم انك تحرمهم”، “واما مدن هؤلاء الشعوب فلا تستبق منها نسمة” (تث 7: 2 و 20: 16). كان الكنعانيون قد انغمسوا في احط العبادات الوثنية وانجسها. وكان قد اعطى لهم فرصة كافية للتوبة، اذ قبل ذلك باربعين سنة حدث انشقاق البحر الاحمر والضربات التي حلت بمصر وهذين الامرين برهنا على قدرة اله اسرائيل. كما ان هزائم ملوك مديان وجلعاد وباشان برهنت على ان الرب فوق الهة الامم. ثم ان قداسة صفاته برهنت عليها العقوبات التي حلت بشعب اسرائيل جزاء اشتراكهم في الطقوس الرجسة الخاصة ببعل فغور. كل هذه الحوادث كانت معروفة لدى سكان اريحا (يش5: 1). وكان كثيرون قد شاركوا راحاب في اقتناعها وكلامها “سمعنا فجزعت قلوبنا” ولكنهم للاسف رفضوا اطاعة الرب. فكانوا قريبي الشبه بالعالم ايام الطوفان اذ عاشوا ليجدفوا على اله السماء ولينجسوا الارض.

ما اعظم السهولة التي اسقطت بها اجناد السماء اسوار اريحا. ان رئيس جند الرب لم يعلن نفسه للجماعة كلها بل ليشوع فقط. وكان عليهم ان يصدقوا ما يقوله يشوع. كان يمكنهم ان يقولوا مثلا “ما هذا الدوران حول المدينة الذي لا معنى له!” ولكن هذا التدبير اعطاهم فرصة للتفكير والتامل. كان الرب يريد ان يحصر عقولهم بأن قوتهم ليست في الحكمة او القوة البشرية بل فيه.

نلاحظ ان عزيمة اهل اريحا كانت قد فترت وذاب قلبهم فيهم. لم يمكنهم حشد قواتهم او اخراج رجال للحرب، ولم يتمكنوا من مباغتة جيش اسرائيل ليلا.

ومن الناحية الاخرى فان اسرائيل ربما يكونوا قد ملوا الانتظار وتاقوا للاندفاع الى الحرب. ولكنهم كان يجب ان يتعلموا ان الارض تمتلك بالايمان لا بالحرب. كل ما اراده الله ان يطيعوا وينتظروا ويثقوا به. “فقال الرب ليشوع. انظر قد دفعت بيدك اريحا”وفي اليوم السابع “اهتفوا لان الرب قد اعطاكم المدينة”

   ف. ب. ماير


اولا – في الحياة المسيحية:

  اصمت:

اننا كثيرا ما نفضي باسرارنا الى الاخرين بعد اخذ التعهد عليهم بعدم افشاءها ولكننا بع ذلك نتحقق بالم مرير “ما ناديتم به الاذن في المخادع ينادى به على السطوح”

ان القلب الهادئ الصامت هو وحده الذي يستطيع التامل في سماء عناية الله التي تظللنا. حينما نسككت انفسنا كفطيم من اللبن حينئذ فقط نصل الى الموقف الذي يتدخل الله فيه لمعونتنا. ليس المطلوب ان نكون صامتين امام الله بل كحمامة صامتة وسط الغرباء، كنعجة صامتة امام جازيها “كفوا (اصمتوا) واعلموا اني انا هو الله. اتعالى بين الامم. اتعالى في الارض”(مز46: 10).

  اطع:

كما راينا في هذه القصة يجب ان يكون هناك تعاون بين الله والانسان. الله وحده هو الذي يستطيع ان ينمي الحبة لكن لابد من الحرث والزرع. في بعض الاحيان نرفض الطاعة. وهناك خطر لا يقل عن هذا وهي اننا نريد ان نقدم اكثر مما ينبغي. كان نحاول ان نتسلقالاسوار التي امرنا بان ندور حولها فقط، وان نهتف قبل ان يصدر الينا الامر بالهتاف. او ان ندور حول المدينة اكثر من المرة الواحدة التي امرنا بها يوميا. ليس من الامر الهين ان نتعلم انه ان اقتصرنا على الحد المطلوب – ولو كان ضئيلا في اعيننا – يكون العمل اتم واكمل. واننا بذلك نوفر الوقت والجهد ونسترح في خيامنا صامتين. وانه “باطل لكم التبكير في القيام والتاخر عن الرقاد.. يمنح احباءه نوما”(مز127).

اذا فكل ما تقتضيه ارادة الل ه – سواء بالعمل او الامتناع عن العمل يجب علينا الطاعة السريعة.

  آمن:

حوّل النظر عما حولك الى الله نفسه تجد الاسوار سقطت، تجد الباب الحديد قد فتح من تلقاء ذاته، والحجر قد دحرج من على القبر. ثق ان الله يجعل العراقيب طرقا سهلة وانك سوف ترى مجد الله ان امنت (يو11)

ثانيا – في الخدمة المسيحية:

يتحدث الينا الرسول عن الحصون التي يجب هدمها، وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ويؤكد ان اسلحة محاربتنا ليست جسدية (2كو10). الكنيسة في العصر الرسولي لم تحارب سوى بما ترمز اليه هذه الحادثة البسيطة. الثياب الكهنوتية النقية البيضاء، وكان هناك الهتاف بالبوق اي اذاعة رسالة الانجيل. بمثل هذه الاسلحة تلاشت الرجاسات الشنيعة وتبددت الوثنية كما يتبدد ضباب الصباح امام اشعة الشمس. باية حسرة والم ينظر شهداء وقديسو الكنيسة الاولى الطرق التي نتخذها اليوم لمحاربة الانواع المختلفة من الرذائل والقبائح التي تواجهنا.

ثالثا- في تاريخ الكنيسة:

يقينا ان قصة اريحا تتكرر. نحن نعلم ان العالم كله وضع في قبضة الشرير. وانه يفتخر باسواره الحصينة وابوابه المنيعة. ويبدو الامر كما لو انه لن ياتي الوقت الذي يترنم فيه المفديون بسقوط اسواره. وفي نفس الوقت يدور المؤمنون حول الاسوار معرضين للهزء والسخرية. يقينا ان الايام السبعة اوشكت على الانتهاء. لعل امتلاك ارض كنعان ليس الا صورة مصغرة لما هو عتيد ان يحدث في المستقبل القريب.

   ف. ب. ماير