English 
Arabic

قوة الصلاة على تغيير مجرى الأحداث

 

24/3/2022


      صلاة يهوشافاط 2
 
 

العالم غير المنظور

بطرس والملاك

فلما قرع بطرس باب الدهليز جاءت جارية اسمها رودا لتسمع فلما عرفت صوت بطرس لم تفتح الباب من الفرح بل ركضت إلى داخل وأخبرت أن بطرس واقف قدام الباب. فقالوا لها أنت تهذين. وأما هي فكانت تؤكد أن هكذا هو فقالوا إنه ملاکه (أع ۱۳:۱۲-۱۰).

تأتي أحب أفكاري عن الملائكة من قصة بطرس. أُدخل بطرس السجن بسبب التبشير وصلت الكنيسة بلجاجة إلى الله . والذي حدث بعد ذلك ذو مغزی هائل. فقد جاء ملاك الرب إلى الزنزانة التي كان بطرس محبوساً بها. تذكروا ليس هذا خيالاً لقد حدث هذا فعلا لإنسان يدب على هذه الأرض.

كيف دخل الملاك إلى السجن؟ كيف أسقط السلاسل عنه ؟ وكيف خرج هو وبطرس من السجن؟ نحن لا نعلم ولكننا نعلم أن الذي حدث هو نتيجة لتحرك العالم غير المنظور في العالم المنظور وبنفس الأهمية فإنه من خلال صلوات الكنيسة أثر العالم المنظور على العالم غير المنظور مما تسبب في إطلاق سراح بطرس من السجن. وتدعونا هذه الحادثة الكتابية على الأقل للصلاة في كل موقف.

والشيء الثاني المستحق للملاحظة والذي نجدة في هذه القصة فيما يتعلق بالعالم غير المنظور هو أن التلاميذ حاولوا أن يفسروا ما لم يستطيعوا فهمه بقولهم إنه ملاك. وهذا يشير إلى أمرين:

أولا : إن رجال الكنيسة الأولى كانوا مدركين للعالم غير المنظور.

ثانيا: إنهم كانوا يفهمون أن لكل شخص ملاكا.

لم يكن المسيحيون الأوائل تحت تأثير خرافات بل كانوا مثالا للتوازن في الحياة المسيحية وقد سلموا بصحة أن الملائكة جزء من حياتهم.

 إن صلواتنا تسمع من أول يوم.

فمهما شعرنا بالإحباط ومهما طال انتظارنا للاستجابة فصلواتنا مسموعة. كذلك نعرف من قصة دانيال أن صلواتنا تحرك الله ليكلف ملائكته بمهام لصالحنا. نحن لا نصلي للملائكة ولكننا نصلي لله الذي يرسل ملائكته فورا.

 صلواتنا عندما تصل إلى المملكة السماوية تشكل أحداث المملكة الأرضية.

ولو صلينا في أي وقت هذا الأسبوع فإن الملائكة ستتحرك نتیجه لتلك الصلوات فصلواتنا ليست مجرد كلمات تدغدغ أذن الله ولكنها تحرك الملائكة المحاربين لتحارب من أجلنا ومن أجل قصد الله.

ثم نعرف أيضا من قصة دانيال أن الملائكة تحارب. ونحن لا نعرف كيف تحارب الملائكة ولكنهم يفعلون، وصلواتنا تساعدهم في معركتهم. إني متأكد أنهم لا يستخدمون الأسلحة التي تخطر ببالنا ولكنهم ربما يستخدمون نوعا من القوة، فنقرأ في (عب ۷۰۱) ” خدامه رياحاً “، فربما يمثل الملاك ريح البر وهو يتصدى لقوى الشر الروحية دافعا إياها بعيدة. نحن لا نعرف على وجه اليقين وليس من المهم أن نعرف ولكن ما هو مهم فعلا هو أن نعرف أنهم يحاربون عنا كاستجابة لصلواتنا.

 
 

العالم الغير منظور في حياة إليشع النبي

( الملوك الثاني 6: 15 – 17  )

 

هناك قصة في حياة اليشع تلقي الضوء على موضوع الملائكة.

فبكر خادم رجل الله وقام وخرج وإذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات. فقال غلامه له آه ياسيدي كيف نعمل. فقال لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم، وصلى أليشع وقال يارب افتح عينيه فيبصر، ففتح الرب عيني الغلام فأبصر وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول أليشع،.(۲ ملوك 6 :۱۵-۱۷).

كان أليشع نبيا كما أنه كان قائد مدرسة الأنبياء. وهم وجدوا انفسهم في مدينة محاطة بجيوش الأعداء. وعندما جاء الخادم ليخبر ليشع لم يخف بل بكل ثقه وبدون أن يرف له جفن قال لخادمه في بساطة شديدة ولا تجعل هذه الأمور تزعجك لأن الذين معنا أقوى من الذين معهم. وربما ظن الخادم أن أليشع قد فقد صوابه لأنه نظر حوله ولم ير أحدة إلا الأعداء. ولكن لم يكن أليشع مجنونا بل كان أكثر اتصالا بالحقيقة عن خادمه. كان مدركا للعالم غير المنظور. وصلى أليشع طالباً من الله ” افتح عينيه ” وفجأة رأی الخادم الجيش الملائكي. لم يملا الرب رأس هذا الرجل بالأحلام. لم يخلق له منظرا رمزياً ولكنه صنع شيئا في قدرة الرجل على الرؤية لكي يتمكن من رؤية الحقيقة. ورأى الرجل الجبل مملوءة خيلا ومركبات نار.

وأستطيع أن أتخيل دهشته وانفعاله وربما أيضا خوفه فقد رأى ذلك الرجل عالماً جديداً تماما بالنسبه له. وهكذا أصبح العالم غير المنظور عالماً حقيقياً كعالم اللحم والدم الذي طالما عرفه.

ولكن ما هو الشيء الذي رآه أليشع ؟

يقول البعض إن أليشع كان ممتلئاً بالإيمان لأن عينيه استطاعت أن ترى ما لم يستطع أن يراه الآخرون. ولكن الكتاب لا يقول ذلك. ربما لم ير أليشع أبدا ما قد رآه خادمه. لقد كان فقط مدركا للعالم غير المنظور من حوله ولكن الخادم فقط هو الذي كان محتاجاً لأن يرى ذلك لكي يقتنع.

إن الإدراك المتضاعف للعالم غير المنظور يصحح مشاكل كثيرة. لقد قابلت أناس كثيرين لا يقومون بعمل الرب بسبب غرقهم في التشاؤم وإحساسهم آنهم ضحايا لظروفهم وظروف الآخرين وشعورهم بالخسارة الهائلة على حد تعبيرهم. مع أنه لو وثقنا بالرب فلن نحتاج أبدا أن نشعر اننا ضحايا. وأحد الطرق العجيبة لكي نتغلب يوميا على تلك المواقف هي ان نکون مدركين لحلفائنا الهائلين غير المنظورين. وعلينا أن نعيش الادراك أربع وعشرين ساعة كل يوم واثقين في تلك المعرفة كثقتنا فيما نشمه ونحسه ونراه ونتذوقه.

عاش أليشع في ذلك العالم يستطيع ونحن أيضا. وعندما تواجهنا الظروف الصعبة أو النزاعات الطامية او الاعداء المتحجري القلوب فليس من الضروري أن نصبح ضحايا ويتعين علينا ألا نتفوه بكلمات سلبية تشدنا نحن والآخرين إلى الهزيمة. علينا فقط أن نعلم أننا نفوق العدو والذين معنا أكثر من الذين معهم،.

تأمل في موضوع العالم غير المنظور

      صلاة يهوشافاط 2