English 
Arabic

 

 

 الروح القدس 


 
    May 23, 2018

 


انه روح الحق الذي يتولى إرشادنا الى جميع الحق وينير أذهاننا لكي ندرك امتيازاتنا في المسيح. ولكي نعرف ما لنا في المسيح وما للمسيح فينا. الروح القدس هو رسول المسيح الى كل واحد منا لكي يعطينا اعلانا كاملاً عن المسيح وعن ميراثنا في المسيح. انه روح القداسة الذي يكرسنا ويفرزنا عن العالم الذي وضع كله في الشرير. ويبين لنا أن لا شركة للنور مع الظلمة.


الروح القدس في يوم الخمسين على التلاميذ

ويظهر لنا ان صداقة العالم الغرار يعتبرها الله زناً روحياً. لأنها امتهان للروابط المقدسة مع المسيح. والروح القدس هو روح الحياة الذي أعتقنا من ناموس الخطية والموت. وهو الذي يعطينا القدرة على التمثل بالله كأولاد أحباء، وبالسلوك في المحبة التي هي رباط الكمال. والروح القدس هو روح المجد الذي يحررنا من قيود الأرضيات لكي نطلب ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. وهو القوة التي تحولنا الى شبه المسيح المتزايد اليوم، وغداً وما بعده لأن كل يوم يمر علينا وهو فينا يضيف الى حياتنا لمسة من مجد الرب الفادي، الى أن نصير الى الشبه الكامل، صورة ابن الله الحي.

كل قارئ للكتاب المقدس يرى بوضوح أن الروح القدس شخص، ولكنه غير منظور، ذو صفات إلهية، ويقوم بأعمال لا يقوم بها إلا الله، وقد وهب بركاتٍ عظيمة لكل المؤمنين الذين عرفوه وسلَّموا نفوسهم له باعتباره الأقنوم الثالث في اللاهوت. يُنسَب إليه كشخص: العقل والمعرفة، ومشاعر المحبة والحزن. ويقف الناس منه الطبيعيين غير المؤمنين به المواقف التي يقفونها من الأشخاص، فيثورون ويكذبون ويجدّفون عليه، ويزدرون به، ويُحزنونه، ويطفئون تأثيره في قلوبهم. فليس الروح القدس تأثيرًا ولا انفعالًا ولا مجرد قوة فقط ، بل هو شخص الله ذاته. إنه روح الله، وأحد الأقانيم الثلاثة ” فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والـروح القـدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد.” (1يو5: 7) كلمة ” أقنوم” كلمة سريانية تدل على من يتميَّز عن سواه، بغير انفصال عنه.

ما هو الروح القدس؟

يقول إقرار الإيمان: ” نؤمن بالروح القدس، الرب الحي، المحيي، المنبثق من الآب.” فإن كان الروح القدس مجرد تأثير أو قوة إلهية، يحقُّ لنا أن نحصل عليها لنستخدمها في حياتنا الإيمانية، وخدماتنا الكنسيَّة، وعملنا الروحي. لكن إن كان الروح القدس هو روح الله الذي يحيي موتى الذنوب، فيجب أن نُسلِّم له نفوسنا، ليستخدمنا كما يشاء هو. وما أكبر الفرق بين استخدام الروح لنا، واستخدامنا له.

الروح القدس هو الأقنوم الثالث

 أقانيم الثالوث الأقدس هي جوهر الله الواحد، فيجب أن يكون البحث فيها مبنيًا على الكتاب المقدس. ومنه نرى أنه سُمّي ” الروح” ليس لأن بينه وبين الأقنومين الآخرين تمييزًا في روحانية الجوهر، لأنهم متساوون في ذلك، بل إشارةً إلى عمله غير المنظور وهو إنارة أرواحنا وإرشادها وتجديدها وتقديسها، ولذلك سُمّي أيضًا “روح القداسة” و”روح الحق” و”روح الحكمة” و”روح السلام” و”روح المحبة” لأنه ينشئ كل ذلك فينا. وسُمي “المعزي” (يو 14: 26)، و”روح الحق” (يو 14: 17 و15: 26)، و”روح القداسة” (رو 1: 4)، و” روح الحياة ” (رو 8: 2)، و” روح المسيح ” (رو 8: 9)، و” روح التبنّي ” (رو 8: 15)، و” روح الابن ” (غل 4: 6)، و” روح الموعد القدوس ” (أف 1: 13)، و” روح الحكمة والإعلان ” (أف 1: 17)، و” روح يسوع المسيح ” (في 1: 19)، و” روح المجد ” (1بط 4: 14). الروح القدس هو “روح القوة والمحبة والنصح” (2تى 1: 7)، وهو “روح الحياة” (رو8 :2) وهو “روح الحكمة والفهم روح المشورة” (إش 11: 2). هو روح الشهادة ” لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الأرض. (أع1: 8).

وكلمة ” القدس ” تميزه عن جميع الأرواح المخلوقة التي هي دونه في القداسة بما لا يُقاس. وتسميته بالروح القدس يشير إلى عمله غير المنظور، وهو إنارة أرواحنا وتجديدها وتقديسها وإرشادها. وهو ينشئ كل الفضائل فينا.الروح القدس كأقنوم يتكلم ويسمع ويأخذ ويعطى ويمجد المسيح ويشهد له ويخبر ويرشد ويعلِّم ويأمر ويقود الكنيسة ويتكلم عما له بضمير الملكية. ويستحيل أن يكون مجرد طاقة صادرة عن الله.

أزلية الروح القدس

الروح القدس هو “الله” وهو أساس الوجود والخليقة ولأن الله أزلي فكذلك أيضاً روحه أزلي،فمنذ البدء كان روح الله كائن منذ الأزل لأنه “في البدء خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه” (سفر تكوين1: 1-2) ومن بدء الخليقة وروح الله يعمل في الإنسان لتجديده لكي يعيش في الحياة المقدسة. لذا تكلم الأنبياء وشهدوا لعصر النعمة بالروح القدس “لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس” (2بطرس1: 21)

 أعمال الروح القدس

الإيمان بالرب يسوع المسيح ” الأقنوم الثاني ” لن يكن إلا بالروح القدس وروح الرب يعمل فينا وتعطي مواهب متعددة ” ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع أناثيما وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع السنة ولآخر ترجمة السنة ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء” (1كو 12: 1-13) فبالروح القدس نعرف مشيئة الرب “ما لم تر عين ولم تسمع إذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه فأعلنه الله لنا نحن بروحه لان الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله لأن من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه هكذا أيضًا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها أيضًا لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه أنما يحكم فيه روحيا وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من احد لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح” (1كو2: 7-16)” أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم” (1كو3: 16).قال السيد المسيح: “إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه، ولا يعرفه. وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم” (يو14: 15-17).

 يرشد ويعلم

 “وأما متي جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم الي جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به (ما يتكلم به الله)، ويخبركم بأمور آتية” (يوحنا 13:16(، ” لا بأقوال تعلمها حكمة انسانية، بل بما يعلمه الروح القدس، قارنين الروحيات بالروحيات. (1كو2: 13).

     أهمية عمل الروح القدس في عصر الإنجيل فتظهر من مقامه العظيم في عمل الفداء وبنيان ملكوت المسيح. فقد أعدَّ الله العالم لمجيء المسيح قبل مجيئه، وبعد إرساله أخذ يخصص فوائد فدائه للبشر بواسطة الروح القدس الذي ينير الخاطئ ويجدد قلبه، ويحرّك عواطفه الدينية، ويرشده إلى المسيح ويحثه على قبوله بالإيمان، ويمنحه القدرة على العيشة الصالحة والنمو في الفضائل، ويساعده على إتمام واجباته، وعلى مقاومة التجارب، ويعزيه في الحزن ويسنده في الضيق، ويثبّته في السلوك الحسن ويبنيه في المعرفة السماوية. وقد شهد كل المؤمنين الأتقياء في كل زمان ومكان أنهم شعروا بحلول الروح القدس في قلوبهم، ونالوا منه كنوز معرفة الرجاء المبارك ونور الحياة الأبدية.

يتكلم الكتاب أيضاً عن المؤمنين أنهم مُسحوا بالروح وأنهم خُتموا بالروح القدس. فترد المسحة فقط في (2كو1: 21) “ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا وقد مسحنا هو الله” وفي (1يو2: 20، 27) إذ يخاطب يوحنا الأولاد قائلاً “وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس” “وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم الى ان يعلّمكم أحد بل كما تعلّمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذبا. كما علّمتكم تثبتون فيه” ومن هذين العددين الأخيرين نرى بوضوح أن المقصود بالمسحة هو الثبات في الحق والقدرة على تمييز ما ليس من الله.

الروح القدس ليس إنساناً

الروح القدس ليس إنساناً على الإطلاق، ولا يمكن أن يكون إنساناً، لم يكن هذا المعزى الآخر إنساناً، ما قيل عنه ينطبق على من يمكنه أن يكون حاضراً بقدرته الإلهية في كل زمان ومكان. فهو روح الحق الذي يمكث مع المؤمنين إلى الأبد لهذا قال السيد المسيح عنه: “ ليمكث معكم الى الابد.” (يو 16:14)، فلا يوجد إنسان عادى يمكنه أن يمكث معنا إلى الأبد على الأرض. كما أنه لا يوجد إنسان يقول عنه السيد المسيح: “ماكث معكم ويكون فيكم” (يو14: 17) وهل يمكن لإنسان عادى أن يمكث إلى الأبد مع تلاميذ الرب، وأن يحل في داخلهم؟!

من يتكلّم بالروح القدس سوف يتكلّم بكلام الحق: لهذا قيل عنه في قانون الإيمان (الناطق في الأنبياء). ومن يشهد بالروح القدس فسوف يشهد بالحق؛ كما قال السيد المسيح: “ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لى. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء” (يو15: 26، 27). وقال: “وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلى شهادة لهم وللأمم.  فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم” (مت10: 18-20).

     
 

من اقوال المسيح